lundi 9 mai 2011

ممنوع من الحياد مشهد خطير: القذافي يصدر أزمته إلينا!...

ممنوع من الحياد

مشهد خطير: القذافي يصدر أزمته إلينا!...

آسيا العتروس ـ كتائب القذافي تشدد قصفها على الحدود مع تونس وتعزز تواجد مدفعايتها على مشارف معبر الذهيبة في محاولة ربما تكون الاخيرة لقلب المشهد الراهن واستعادة المعبرالذي يسيطرعليه الثوار، وهو سيناريو لم يكن مستبعدا منذ الايام الاولى لاندلاع الانتفاضة الليبية وقد بدأت بعض ملامحه تتضح مع تسرب أنباء عن اعتماد العقيد الليبي على خبراء عسكريين اسرائيليين لمساعدته على مواجهة الثوار الليبيين والحفاظ على عرشه الذي يوشك أن يفقده.

والحقيقة أن الاخبار المتواترة من الحدود الفاصلة بين تونس وليبيا لا تنبئ بخير ومن شأنها أن تثير أكثر من نقطة استفهام حول المشهد الراهن بعد أن استمر تساقط قذائف المورترو القذائف المدفعية على التراب التونسي في ظل أنباء عن تعزيز كتائب القذافي وجودها على مشارف البلاد بما يزيد في ترهيب أهالي المناطق الحدودية، كل ذلك فيما تعيش البلاد على وقع موجة من الاحتجاجات اليومية والمظاهر التي من شأنها أن تدفع العقيد لاستغلال هذه الظروف لصالحه ولعل في ذلك ما يستوجب الكثير من الحذر تحسبا لاية مغامرات غير محسوبة من جانب العقيد في لحظات الاحباط واليأس بما يمكن أن يدفع به الى كل الحلول بما في ذلك الحلول الانتحارية وتوسيع مسرح العمليات التي تستهدف مواقع الثوار في محاولة لخلط الاوراق وتأجيج الاوضاع في البلاد وهو مشهد يعول القذافي في تحقيقه على عديد العناصر في مثل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد لتحقيق الانتقال الديموقراطي المنشود.

وقد بات واضحا أنه كلما ازداد الخناق حول القذافي كلما توجه الى الحلول الاكثر قتامة باعتماد شعار «علي وعلى أعدائي» وهو ما أفصح به العقيد غداة سقوط رمز النظام السابق عندما خرج وهو يلبس ثوب الحداد على حليفه بن علي الذي خير الفرار بعد أن صادر حقوق البلاد والعباد واستنزف ثرواته وحقه في تقرير المصير.

وكما أن سياسة الاحتلال الاسرائيلي كانت تعتمد اللجوء الى تصدير أزماتها الى داخل الحدود القريبة منها كلما تفاقمت أزماتها الداخلية فان الواضح أن القذافي سيعمد الى محاولة الاستفادة من الدرس الاسرائيلي والاستمرار في لعبة الهروب الى الامام لاستعادة بعض الانفاس. بل ان الارجح أن القذافي لن يتوانى في تصدير الازمة المتفاقمة في ليبيا كأحد الحلول المتبقية لديه قبل القاء المنديل وبذلك يكون القذافي حقق هدفين.

- أما الاول فهو بالتأكيد تحويل أنظار العالم عن الانتهاكات الخطيرة وعملية القتل البطيء المقترفة في حق الشعب الليبي وتخلفه يوميا من خسائر بشرية ومن مآسي ينقلها الاف اللاجئين الهاربين من جحيم القذافي.

-وأما الهدف الثاني الذي سيسعى القذافي الى تحقيقه وهو الاخطر من خلال تصدير أزمته الى تونس فهو بالتأكيد استهداف ثورة تونس بالتشويه وتعزيز خطط المتآمرين على الثورة لاجهاض ثمارها المرتقبة والترويج لدى الرأي العام في الداخل والخارج بأن ما حدث في تونس لا يمكن أن يحمل في طياته الديموقراطية المنشودة في العالم العربي. ولاشك أن القذافي يلتقي في هذا الهدف مع قادة اخرين من أمثاله ممن سقطت شرعيتهم فلم يجدوا لهم من حل سوى العمل على افشال ثورة تونس الفتية وارهاب الشعوب الثائرة على الحكام الجائرين من المجهول.الان وقد سقط من سقط وتعرى من تعرى من الحكام وانكشف ما انكشف من الفضائح المستورة فليس من المستبعد في شيء أن تتظافر جهود المتآمرين على ثورة تونس وأن تتجه بشكل ممنهج الى استهداف الجانب الاكثر تاثيرا على الرأي العام وهو الجانب الامني الذي يخص كل التونسيين دون استثناء اذ لا مجال لعودة الحياة الى طبيعتها بدون استتباب الامن في ربوع البلاد..أخيرا وليس آخرا ولان حرمة تونس الترابية وسيادتها خط أحمر لامجال للتهاون بشأنه أوالقبول بانتهاكه تحت أي سبب مهما كان وقد وجب الاستعداد ازاء ما يمكن أن يحدث على الحدود مع ليبيا تحسبا لما يمكن لخيال القذافي استنباطه لانقاذ مملكته المتهاوية.. الخطر حقيقي والحذر واجب فمن يحفظ حرمة التراب التونسي؟

atrousessia16@yahoo.fr