mercredi 3 août 2011

جمعيات تونسية بفرنسا تطالب بالسماح للمهاجرين بالانتخاب دون شرط التسجيل

صـ باح الوطن
لم يتجاوز عدد المسجلين منهم 11 ٪

جمعيات تونسية بفرنسا تطالب بالسماح للمهاجرين بالانتخاب دون شرط التسجيل

اكد عدد من الحقوقيين والناشطين في جمعيات المجتمع المدني بفرنسا أن تسجيل جميع التونسيين المتمتعين بحق الانتخاب في قائمة الناخبين يعدّ أمرا مستحيلا.. وطالبوا بالسماح لهم بالمشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي دون الاستجابة إلى شرط التسجيل.

وفي هذا الصدد افادنا محمد لخضرلالة رئيس جمعية التونسيين بفرنسا وعضو الهيئة العليا لحماية أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي لـ"الصباح" انه يوجد اشكال عسير الحل لا يمكن للهيئة المستقلة للانتخابات التغافل عنه أو تجاهله ويتمثل في البعد الجغرافي للآلاف من التونسيين المقيمين بفرنسا عن مقرات القنصليات التي تمت دعوتهم للتسجيل فيها.. ويحول هذا الأمر دون تمكنهم من التسجيل.. حتى ان نسبة من قاموا بالتسجيل إلى حد الآن هي في حدود 11 بالمائة فقط.

وبين أنه يعسر على هؤلاء المهاجرين توفير الموارد المالية الكافية للتنقل مئات الكيلومترات برا قصد تسجيل انفسهم في القائمات الانتخابية..

وبالإضافة إلى ذلك فإن القنصليات كانت خلال الأسابيع الماضية قد اغلقت أبوابها يومي السبت والأحد كما أغلقت بمناسبة عطلتي 14 جويلية و25 جويلية وبالتالي تمّ هدر أربعة أيام كاملة من عمر فترة التسجيل القصير وهذا يعدّ خسارة لا تعوض.

وفي نفس السياق قال الهادي السعيدي الرئيس المؤسس لجمعية "جسر" ان مدينة ليل الواقعة في شمال فرنسا على سبيل الذكر تأوي آلاف التونسيين لكنها لا تتوفر على قنصلية وهو ما يحول دون تسجيل هؤلاء في القائمات الانتخابية.. لأن عملية التسجيل تتطلب منهم التنقل نحو 250 كلم للوصول إلى القنصلية الكائنة بباريس وهذا أمر يصعب على اغلبهم نظرا لأنهم مرتبطون مهنيا ولا يستطيعون الحصول على اجازات من أعمالهم إضافة إلى غلاء تذكرة السفر..

وقال محدثنا أن نشاطه في جمعية "جسر" التي تأسست منذ سنة 1995جعله يدرك امرا آخر وهو ان السواد الأعظم من المهاجرين وخاصة الشباب لا يهتمون بالشأن السياسي بتاتا بل يخافون من السياسة ويخشون خطرها.. وهم اضافة إلى ذلك يشعرون بالتهميش من قبل بلدهم الأم وبالتالي يعسر تحويل ثقافة اللامبالاة والخوف من السياسة بين عشية وضحاها إلى ثقافة المشاركة السياسية..

ولتغيير تلك الثقافة البائدة ولحث الجالية التونسية بفرنسا وبالخارج عموما على الانتخاب اقترح رئيس جمعية جسر فتح باب الانتخاب المباشر لكل تونسي مهاجر له بطاقة قنصلية دون التسجيل.. اما من يقيم بصفة غير قانونية فيجب ان يسمح له أيضا بالتمتع بحقه في الانتخاب ويتم ذلك عن طريق جواز سفره.

وهو نفس ما دعا إليه محمد الفزاني ممثل جمعية الترابط والتثاقف الاسري والاجتماعي (جمعية أليف).. حيث أشار إلى ان التونسيين المقيمين ببوردو يتذمرون من قصر المدة المخصصة للتسجيل ولاسيما ان العديد منهم يقضون اجازاتهم الصيفية خارج فرنسا.. اما من بقي منهم في بوردو فهم مدعوون للتنقل قرابة 250 كلم للوصول إلى قنصلية تولوز قصد التسجيل وهذا شبه مستحيل لأنه يعسر عليهم الحصول على اجازة اضافة، الى غلاء كلفة التنقل.

واستدرك محدثنا قائلا: لكن هناك مشاكل اخرى اعمق من التي اسلفت ذكرها تتمثل في عدم المام المهاجرين بكيفية واضحة بالمشهد السياسي في تونس فهم لا يعرفون بدقة الاحزاب الموجودة ولا يعرفون من سينتخبون تحديدا ولا الغاية من الانتخابات. فقد تعودوا سابقا على المشاركة في الانتخابات الرئاسية فحسب، وتعودوا على توفر الظروف الملائمة للانتخاب..

وهو نفس ما ذكره الياس النفزاوي وهو طالب وناشط جمعياتي يدرس بمدينة بواتيي التي تبعد 350 كلم عن اقرب قنصلية وهي قنصلية باريس وبين انه يتعين توفير وسائل النقل الكافية لتمكين المهاجرين يوم الانتخابات من المشاركة فيها، حتى الذين لم يسجلوا في قائمة الناخبين..

سعيدة بوهلال