dimanche 26 juin 2011

أول معارضة تونسية تحاكم بعد الثورة على خلفية آرائها تؤكد أن 'بقايا بن علي' ما زالوا يحكمون

أول معارضة تونسية تحاكم بعد الثورة على خلفية آرائها تؤكد أن 'بقايا بن علي' ما زالوا يحكمون

سليم بوخذير
تونس ـ 'القدس العربي': وصفت أول معارضة تونسية تحاكم على خلفية آرائها وتصريحاتها بعد الثورة التونسية ، محاكمتها بأنّها 'شرف لها'.
وفي مقابلة مع 'القدس العربي' أمس الخميس، قالت آسيا الحاج سالم، وهي أول محامية معارضة في تونس تحاكم بعد الثورة، 'إن محاكمتي بعد الثورة على خلفية انتقادي لرموز وبقايا النظام هو شرف لي ووسام على صدري ما دمت أُحاكَم دفاعا عن ثورة شعب'.
وعُرفت الحاج سالم قبل ثورة 14 كانون الثاني/يناير في تونس بدفاعها المستميت كمحامية عن معتقلي الرأي ونضالها بصفتها ناشطة حقوقية في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة.
وفي أواسط أيار/مايو الماضي أثارت الحاج سالم الجدل في تونس حين كانت أول من يُعلن استقالته من هيئة تحقيق أهداف الثورة التي شكلتها حكومة الباجي قايد السبسي، واصفة الهيئة بأنها 'ليست لتحقيق أهداف الثورة وإنما لتحقيق أهداف الحكومة'.
وتابعت أنها استقالت بعد أن 'تنصل قايد السبسي من مصادقة الهيئة على المادة 15 التي تمنع ترشح رموز الحزب الحاكم المنحل من الترشح للانتخابات'.
وقالت 'إنّ أكثر ما صُدِمت به عند انضمامي إلى تلك الهيئة هو وجود عناصر معروفة بأنّها موالية لبن علي في السابق'.
وإثر انسحابها من الهيئة شاركت الحاج سالم في مسيرة احتجاجية بقصر العدالة بالعاصمة أمام نقابة القضاة التي تشكلت إثر ثورة 14 كانون الثاني/يناير لتأخذ الكلمة وتنتقد من قالت إنهم قضاة موالون للنظام السابق متهمة إياهم بأنهم 'استعملوا القضاء للانتقام والتشفي من المعارضين' وبأنهم كانوا 'شركاء في قمع المواطنين بالحديد والنار'.
وإثر هذه التصريحات أُحيلت الحاج سالم على المحاكمة بحالة سراح بتهم عديدة بينها 'القذف العلني' و'إحداث الهرج والتشويش' و'تحيير سير العدالة' و'الاعتداء على وكيل النيابة بالقول والإشارة'.
ولم تحضر الحاج سالم الجلسة الأولى في 6 و 7 الجاري بسبب المرض، لكنها مثلت في الجلسة الموالية أمام وكيل النيابة يوم 11 الجاري وسط دعم واسع من زملائها المحامين مصرّة على حقّها في التعبير عن رأيها.
وقد قرر وكيل النيابة تأجيل القضية إلى أجل لاحق الأسبوع القادم.
وفي مقابلتها مع 'القدس العربي' أمس اعتبرت الحاج سالم التي هي عضو قيادي في حركة 'الوطنيين الديقراطيين' (وهو حزب مرخص له بعد الثورة) ان الثورة التونسية 'سُرقت من بقايا بن علي وبعض الوصوليّين ممن لا همّ لهم سوى الكراسي'، مضيفة ان 'محاكمتي على خلفية آرائي ودفاعي عن حق شعبي في محاسبة الضالعين في نهب ثرواته وتقييد حرياته وقمعه لأكثر من عقديِْن من الزمن هو دليل آخر على أن الثورة لم تُكمل طريقها ولم تحقّق أهدافها'.
وأعادت الحاج سالم انتقاد هيئة تحقيق أهداف الثورة، قائلة انها (الهيئة) بصدد 'مناقشة ما هو تقني دائما ولم تناقش البتة الأهداف الحقيقيّة للثورة التونسية'.
وتساءلت: 'عن أي أهداف يتحدثون؟ هل طرح الهيئة موضوع محاسبة المورطين مع بن علي؟ هل طرحوا موضوع التطهيرالإداري والسياسي؟ كيف يجوز أن يكون رموز بن علي هم أعضاء في الهيئة والبعض الآخر ما زال في الإدارة ناجيا من المحاسبة'.
source alkouds arabie